النشأة والحضارات والثورة العربية الكبرى

النشأة والحضارات

*** النشأة والحضارات :

*** كان الاردن منذ القدم موطن للإنسان على مر الزمان وما قبل التاريخ وفي العصر الحجري وموطن للهجرات التي قدمت من شبه الجزيرة العربية ( الساميون – أحد أبناء نوح عليه السلام ) وأرض الحضارات والرسالات والأنبياء المرسلين ( عيسى وموسى عليهما السلام ) , وأرض مقدسة لجميع الديانات السماوية , والممالك القديمة ( أدوم ومؤاب وعمون وجلعاد ) , وأرض الفتوحات ( مؤته وفحل حطين واليرموك) .

*** أقيم في الأردن الأضرحة والمقامات العديدة ( ففي مزار الكرك شهداء مؤته جعفر وعبدالله وزيد والحارث بن عمير , وفي معان لفروة بن عمرو الجذامي , وفي دير علا ضريح ضرار بن الأزور , وفي ابو عبيدة في الأغوار الوسطى مقام أبو عبيدة بن الجراح , وفي غور المشارع في وادي اليابس أو كما سماه سمو الأمير الحسن بن طلال بوادي الريان يوجد مقام شرحبيل بن حسنة , وفي شونة الأغوار الشمالية مقام معاذ بن جبل وعامر بن أبي وقاص , وفي وادي السير ضريح بلال بن رباح , والنبي أيوب في السلط , والنبي هود في جرش , والنبي هارون في البتراء , والنبي نوح في الكرك ) .

*** ويعتبر الأردن متحف في الهواء الطلق ويحتوي أكثرمن ( 100 ألف ) موقع أثري وتاريخي يخلد الحضارات التي سكنت المنطقة , منها النبطي والروماني والبيزنطي والإسلامي .

*** من الحضارات التي نشأت في الاردن - الغساسنة ( وسكنوا في فيلادلفيا – عمان , جبل القلعة , جراسيا - جرش , جدارا - أم قيس , أربيلا – إربد ) الفراعنة وسكنوا شمال الأردن وفلسطين , الأموريون وأسسوا دولة حسبان جنوب غرب عمان , والفرس والأشوريون , ورومانية البيزنطية الشرقية , ودولة تدمر والأخشيديون والطولونيون والفاطميون والسلاجقة والدولة الزنكية .

*** الأدوميون ( نسبة الى أدوم وسكنوا منطقة الشراه وعاصمتهم مدينة بصيرا في الطفيلة ).

*** المؤابيون ( نسبة الى مؤاب الكرك وعاصمتهم ديبون وتعرف ذيبان وأهم ملوكهم هو الملك ميشع ).

*** العمونيون ( نسبة الى عاصمتهم ربة عمون أو عمان ومن آثارهم عراق الأمير وقصر العبد في وادي السير).

*** مملكة العرب الأنباط ( هاجروا من اليمن وعاصمتهم البتراء – المدينة الوردية وإحدى عجائب الدنيا الجديدة - في وادي موسى في محافظة معان وتعني الصخره وإسمها سالع والرقيم ويعرف ملكهم بإسم الحارث ومن آثارهم وأم الجمال ومدائن صالح في السعودية ويقال بأن عشيرة الحويطات من أحفاد الأنباط ).

*** وأيضا جرش ( جراسا ) المدينة الرومانية , وقلعة الربض وقلعة الكرك وقلعة الشوبك , والقصور الصحراوية , أم قيس ( جدارا ) وطبقة فحل , والمدرج الروماني وجبل القلعة في عمان , وجبل نبو ومكاور والخريطة الفسيفسائية في مأدبا , وآثار الربة وخربة تنور وعين غزال وأم الجمال وقصر الحلابات والطوبة وعمرة والأزرق والخرانة في البادية وقصر المشتى جنوب شرق عمان وقصر القلعة في عمان وغيرها كثير .

*** كانت أرض الاردن طريق بنو هاشم في رحلة الصيف التجارية من مكة المكرمة .

*** في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد صلح الحديبية في مكة عام ( 628 م ) بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين حدث أول لقاء وأول معركة لدولة الرسول صلى الله عليه وسلم على المستوى الدولي وخارج الحجاز  بين المسلمين والروم البيزنطيين في معركة مؤته ( الكرم - الكرك – 629 م – 8 هـ ) وكان عدد القوات المسلمه ( 3 آلاف ) والكفار الرومان ( 200 ألف ) وبلغت الخسائر ( 13 شهيد مسلم ) ( 3350 قتيل كافر) وإنتهت المعركة بإنسحاب المسلمين .

*** كان الأردن بوابة الفتح العربي الإسلامي بإتجاه بلاد الشام في مؤته , وايضا إلى مصر وشمال إفريقيا .

*** قادة معركة مؤته من المسلمين ( الشهداء زيد بن حارثه , جعفر بن أبي طالب , عبدالله بن رواحه وكان الإنسحاب على يد خالد بن الوليد ) وقائد الروم ( هرقل ) .

*** في عهد الخليفة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب  ( 13 هـ ) قاد خالد بن الوليد ( فاتح بلاد الشام ) جيشا من ( 30 ألف مسلم ) لهزيمة الروم (100 ألف – بقيادة ثيودوسيوس شقيق هرقل ) وطردهم من بلاد الشام في معركة اليرموك ( قرب نهر اليرموك – جنوب شرق بحيرة طبريا ) , وشارك شرحبيل بن حسنة قيادة جيش المسلمين وهزيمة فلول الروم .

*** في العهد الأموي كان معاويه بن أبي سفيان واليا على الشام ولقد عارض نقل الخلافة الى علي بن أبي طالب في العراق ورفض قيام علي بن أبي طالب بعزله عن ولاية الشام وبذلك التقى الجيشان ( 37 هـ 657 م ) في معركة صفين ( عند نهر الفرات شرق سوريه ) وكان ( 70 ألف قتيل ) ومن ثم التحكيم بينهم في منطقة ( أذرح ) بين معان والشوبك .

*** إتخذ الأمويين الراية البيضاء وبنوا القصور ( الحرانة / الخرانه في الأزرق , عمره في الباديه الشرقية , المشتى جنوب شرق عمان , الحلابات في البادية منطقة الحلابات ).

*** إنتهى حكم الأمويين لبلاد الشام وإنتقل الى إسبانيا الأندلس ومصر وشمال بلاد المغرب وذلك بعد هزيمة الامويين أمام العباسيين في معركة ( الزاب الكبير – وهو نهر بين أربيل والموصل في العراق ) عام ( 132 هـ - 750 م ) .

*** مؤسس الدولة الأموية في الأندلس وباني جامع قرطبة هو ( صقر قريش ) وهو الأمير الأموي عبدالرحمن الداخل وإسمه عبدالرحمن بن معاويه بن هشام بن عبد الملك والذي سماه بصقر قريش هو القائد العباسي أبو جعفر المنصور .

*** ينتمي العباسيون الى ( العباس بن عبدالمطلب ) عم الرسول صلى الله عليه وسلم .

*** إختار العباسيون قرية الحميمية جنوب معان مركزا سريا لتحركاتهم في عهد الأمويين وإختاروا اللون الأسود راية لهم .

*** إزدهرت الخلافة العباسية زمن الخليفة ( هارون الرشيد ) الذي شجع الحياة العلمية والأدبية وعلماء الحديث مثل ( عقيل بن خالد الأيلي , سلامه بن روح ) .

*** حكم الفاطميون في مصر وإستولوا على الاردن ( 969 م ) وإتخذ الفاطميون اللون الأخضر راية لهم .

*** سيطر القادة الأتراك على الخلفاء العباسيين وبدأت الأنقسامات وتحويل الدولة الى ولايات .

*** نتيجة لضعف السلطة والترهل والإنقسامات في الدولة والولايات دخل الصليبيون وإحتلوا بلاد الشام ومملكة بيت المقدس ( 1097 م ) والعقبة والشوبك والكرك .

*** قام الملك الصليبي ( بلدوين – قائد الحملة الصليبية الرابعة - 1115 م ) بإعادة بناء قلعة الكرك وبنى قلعة الشوبك ( مونتريال – الجبل الملوكي ) وقلعة العقبة .

*** وبعد ولاية الزنكيين جاء عهد الأيوبيين وقائدهم الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي ( أبو المظفر أيوب بن شادي من تكريت – العراق ) وهزم الصليبيين بعد معاناة المنطقة مدة ( 75 عام ) وحرر القدس بعد غربة دامت ( 80 عام ) في معركة (من أم قيس إلى حطين بين الناصره وطبريا تم الى القدس – 1187 م ) وحرر القلاع الصليبية وقام ببناء قلعة الربض في منطقة عجلون .

*** أسس الملك الناصر داوود ( إمارة الكرك الأيوبية – 626 هـ / 1229 م ) ولقد تمكنت من إعادة تحرير القدس من الحملة الصليبية السادسة  بعد أن سلمها الكامل محمد صاحب مصر اليهم .

*** إنتهى الحكم العباسي والخلافة في بغداد بهجوم المغول التتار أحفاد جنكيز خان ( هولاكو – 1258 م ) وقتل ( المستعصم ) آخر الخلفاء العباسيين .

*** وبعد الأيوبيين جاء عهد المماليك من مصر وظهرت نيابة عجلون ونيابة الكرك , ولقد نقل السلطان الناصر أحمد بن قلاوون عاصمة دولة المماليك من القاهرة إلى الكرك , ولقد إنطلقت منها عدت ثورات وإعتبرها المؤرخون أول مظهر من مظاهر القومية العربية في العصور الوسطى .

*** من سلاطين المماليك ( أولهم شجرة الدر وأيبك وقطز والظاهر بيبرس ) .

*** قاتل وإنتصر المماليك بقيادة ( الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز ) على الصليبيين والمغول وقائدهم ( كتبغا ) في معركة ( عين جالوت – قرب بيسان – 1260 م ) وكانت أول وأقوى هزيمة للمغول التتار ووقف زحفهم و بداية دخول المغول التتار في الإسلام وخاصة بعد إسلام قادتهم .

*** إزدهر حكم المماليك بعد هزيهة المغول التتار وتم توحيد بلاد الشام ومصر تحت ولاية المماليك .

*** تعرضت المنطقة وخاصة بلاد الشام لهجمات مختلفة من قبل فلول المغول التتار حتى قرابة عام ( 1401 م ) مما زاد من ضعف الدول والحكام وإنتشار الأمراض والظلم والفساد والقتل .

*** إنتصر العثمانيون على المماليك  عام ( 1516م ) في معركة ( دابق – سهل شمال حلب في سوريه ) ودخلت الاردن وفلسطين ومصر تحت الإدارة العثمانية ( 1517 م ) .

*** نظرة الى المستقبل في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ) .

*** دام حكم الدولة العثمانية مدة أربعة قرون ( 400 عام ) وكانت الاردن جزأ من الدولة العثمانية .

*** من أهم الأعمال التي قام بها العثمانيون في الاردن ( خط حديد الحجاز إبتداء من دمشق الى المدينة المنورة وبناء قصر القطرانه لحماية الحجيج ) .

*** قسمت الدولة العثمانية ( دولة محمد علي باشا ) بلاد الشام إلى ثلاث ولايات هي ( دمشق، حلب، وطرابلس ) وكانت الأردن تتبع لدمشق .

*** قضى محمد علي باشا على آثار المماليك نهائيا في عام ( 1811م ) حيث أقام وليمة كبيرة في قلعته لزعماء المماليك الباقيين وذبحهم جميعا في (مذبحة القلعة ) .

*** وصلت وسيطرت جماعة الإتحاديون - الإتحاد والترقي على السلطة ( 1908م ) وقاموا بعزل وخلع السلطان عبدالحميد الثاني ( 1909م ) الذي كان صديق للعرب ومقرب اليهم .

*** تولى الشريف حسين إمارة مكة عام 1908 م , وحرص على إستعادة الإمتيازات التي منحها السلطان سليم الأول إلى أمراء مكة , ولقد عارض مد سكة الحديد من المدينة المنورة إلى مكة .

*** أسس الوطنيون العرب الجمعيات الوطنية ( السرية والمعلنة ) الرافضة لسياسة التتريك مثل ( العربية الفتاة – من الطلاب العرب في باريس - 1909م ) , وظهور جمعيات مثل ( العهد والقحطانية والمنتدى العربي ) .

*** صممت العربية الفتاة راية تمثل القومية العربية عام ( 1909م ) تتألف من أربعة ألوان ( الأبيض والأسود والأخضر ومثلثان من اللون الأحمر ) وأضافوا إليها بيتاً من الشعر لصفي الدين الحلي ( بيض صنائعنا - سود وقائعنا - خضر مرابعنا - حمر مواضينا ) .

*** رفض أهل الأردن التعسف العثماني والحكم الجائر فثاروا في الكرك عام 1910 م , ومن ثم إنظموا لجيوش الثورة العربية لاحقا ودخلوا دمشق بقيادة الأمير فيصل .

*** قام الإتحاديون بإعلان و تطبيق سياسة التتريك على الأسس العنصرية ( 1912م ) وإعتماد القومية التركية والتخلي عن الإسلام وإتباع سياسة تعيين ولاة وحكام ظالمين ونهب الخيرات والبطش والتعذيب .

*** طلب العرب في مؤتمر باريس ( 1913م ) من الدولة العثمانية منحهم الإستقلال وإعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسميه للبلاد العربية إلا أن العثمانيين رفضوا .

*** ولد الشريف الحسين بن علي في الآستانة عام 1853 م خلال إمارة عبد المطلب بن غالب في مكة وفي السنة الثالثة من عمره عين جده محمد بن عون للمرة الثانية أمير مكة وبذلك غادر الآستانة إلى الحجاز ولقد نشأ نشأة حضارية مدنية وليس في البادية وأولع بالمطالعة وحفظ مبادئ العربية وتفقه في أصول الدين وحفظ القرآن قبل عمر العشرين ولقد نفي إلى إسطنبول وهو في عمر الأربعين لعدم سكوته ورفضه للظلم والإستعباد .

*** تطلع العرب لزعامة الشريف الحسين بن علي لأنه مناضل مسلم ( الشرعية الدينيه ) وعربي حجازي هاشمي ونسبه من والده يعود إلى آل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وشريف مكة وهو أمينا وحامي الأماكن المقدسة ( مكة المكرمة ) .

*** ولقد إعتبره المثقفين ودعاة الإصلاح زعيما ومنقذا لهم , وفي ( عام 1913 م ) رفع ( 35 نائب ) من نواب العرب في مجلس ( المبعوثان العثماني ) نداء وتفويضا إلى الشريف حسين للتحدث بإسم العرب والعمل على إنتشالهم من الظلم والعبودية .

*** بدأت الحرب العالمية الأولى ( 1914م ) وذلك بإعلان الحرب من قبل الأمبراطورية النمساوية على المملكة الصربية وذلك بعد حادثة إغتيال الدوق النمساوي ولي عهد النمسا وزوجته من قبل طالب صربي في ( سراييفو – البوسنه والهرسك ) .

*** دخلت الدولة العثمانية الحرب ( 1914م ) الى جانب ( المانيا والنمسا ) ضد ( إنجلترا وفرنسا ) كما و أعلنت روسيا أيضا الحرب على تركيا .

*** قام المناضل الشريف حسين بن علي بتحذير السلطان محمد رشاد من الدخول في الحرب ومن الكارثة التي ستحل بالدولة العثمانية نتيجه لذلك ونصحه بالبقاء على حياد , وإعتقاده أن العرب شركاء للأتراك في إدارة شؤون الدولة وإتخاذ القرار السياسي .

***من الأسباب التي ساهمت في إشعال الثورة العربية الكبرى :

*** ( إضطهاد العرب وحرمانهم حقوقهم – تدهور أوضاع الدول العربية الإقتصادية وخاصة سوريه – محاربة اللغة العربية وإلغائها من المدارس وسياسة التتريك وإلغاء القومية العربية – دخول تركيا الحرب العالمية الأولى دون أخذ رأي العرب – خروج جمعية الأتحاد والترقي عن الإسلام وتدخل اليهود في الدولة – إنتشار الوعي السياسي والفكري عند العرب ) .

*** وسارع قادة الحركة في سوريه والأردن والعراق بدعوة زعامة الشريف بصفته ( أبي العرب , زعيم الإسلام , أعظم أمير عربي , وأجل نبيل ) , وأرسلوا رسالة إلى الشريف حملها ( فوزي البكري في شهر 1 / 1915 م ) وخلال زيارة الأمير سعيد الجزائري إلى مكة في ولاية وهيب باشا حيث قال الأمير مخاطبا الشريف الحسين : ( أنت ثاني رجل في الدولة العليا بعد الخليفة ومن لنا أمير غيرك إذا أصيبت الخلافة ) , وإستجاب الشريف للدعوة.

*** تواصلت الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد ( التي تضم عدد من الضباط العرب في الجيش التركي ) مع المناضل الشريف الحسين بن علي وأعلنوا له الولاء والتأييد للنهوض بالعرب والثورة ضد سياسة التتريك وتأسيس دولة عربية واحدة مشكله من بلاد الشام  والعراق وبلاد الجزيرة العربية وجاء ذلك التأييد عن طريق إبنه الأمير فيصل ( وكان بذلك ميثاق دمشق – 1915م , متضمنا مشروع للتحالف بين العرب وبريطانيا ) وتأييد له قاموا بإرسال أختام لأكثر من ( 200 من رجالات سورية) .

*** وفي تلك الفترة قام جمال باشا السفاح بإعدام الوطنيين والمناضلين ( منهم 21 مناضل عربي ) وأعداد من الضباط العرب .

*** قبل قيام الثورة العربية الكبرى وفي عام ( 1915م ) كان الأمير عبد الله بن الشريف حسين في دمشق وإنضم إلى الجمعية العربية الفتاة ونقل العلم معه إلى الحجاز حيث أزال بيت الشعر وأبقى على مثلث أحمر واحد وأعتمدت الراية كعلم للثورة العربية الكبرى .

*** تعود أصول الثورة العربية الكبرى إلى حركة النهضة العربية الحديثة وظهور الجمعيات الأدبية والثقافية والتي تطالب بحقوق العرب .

*** بدأ الشريف حسين بن علي التحرك لإعداد الثورة وقام بألبحث عن قوة تسانده وحليف إستراتيجي قوي يمده بالمال والمعدات وإختار بريطانيا .

*** أدت جهود الشريف حسين الى بروز قضية العرب وأصبح موقفهم موضع إهتمام الحلفاء المباشر وخاصة بريطانيا .

*** بدأت مفاوضات ومراسلات الحسين – مكماهون ( ممثل بريطانيا في مصر – 1915م - 1916م ) التي تمَّ الاتفاق فيها على قيام ثورة على تركيا بقيادة أمير مكة الشريف حسين ودعم وحماية بريطانيا وعلى أن تمدُّها بالمال والسلاح مقابل اشتراك العرب في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك ودول المحور ( النمسا والمانيا وغيرها ) كما وقد وعد البريطانيين العرب بالإعتراف بإستقلال البلاد العربية وإتفق الشريف معهم بشرط عدم ألتخلي عن أي منطقة عربية .

*** ولكن وخلال هذه الفترة وقعت دول التحالف سرا في لندن إتفاقية على تقسيم بلاد الشام والعراق الى مناطق نفوذ مختلفة وكانت ( سايكس بيكو – 16 / 5- أيار / 1916م ) ( المندوب الإنجليزي مارك سايكس – المندوب الفرنسي جورج بيكو ) .

*** إستفاد الشريف حسين من ولاء القبائل العربية وزعمائها ووجود إحساس وهدف واحد بالإستقلال والإنفصال عن الأتراك ولقد إستطاع تأسيس جيش مسلح تعداده ( 40 ألف جندي ) .

*** أعلنت الثورة العربية الكبرى في ( 9/ شعبان / 1334هـ  الموافق 10 / 6 - حزيران / 1916م ) وذلك بإطلاق الشريف حسين الرصاصة الأولى ببندقيه وعن شرفة قصره في مكة المكرمة وبإتجاه ثكنة عسكرية ( قلعة الأتراك ) وكان بداية إعلان إستقلال العرب وحفاظا على هوية الأمة وعقيدتها وثراثها .

*** تمثلت رسالة وأهداف الثورة العربيه الكبرى في ( تجاوز الذات والثورة على الواقع – تحقيق الصلة بين تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها – النهوض الحضاري للأمة – التعبير عن المعاناة – الثورة ضد التخلف والعبودية ) .

*** حاول الأتراك جاهدين ( 15 ألف مقاتل ) على إخماد الثورة العربية في بدايتها إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.

*** وفي تلك الفترة طعنت إنجلترا العرب في الظهر وتفاهمت مع الحركة الصهيونية وأصدر اللورد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا ( وعد بلفور – 2 / 11- تشرين الثاني / 1917م ) وذلك لتأسيس وطن قومي يهودي في فلسطين .

*** بدأت مراحل الثورة بالهجوم وحصار الثكنات العسكرية داخل مكة وطرد الحامية التركية من مكة المكرمة وتحريرها وثم تحرير جده ودخل الأمير عبدالله بن الحسين الطائف وحررها ومن ثم محاصرة الأتراك في المدينة المنورة بجيوش الأميرين فيصل وعلي أبناء الشريف حسين , وقد تمكن الأمير فيصل من نسف سكة الحديد في الحجاز .

*** وصل المقدم عزيز المصري الى الحجاز وقد عينه الشريف حسين رئيسا لأركان الحرب  ولقد أسس النواة الأولى للجيش العربي النظامي .

*** أصبحت القوات العربية تتكون من ثلاثة جيوش هي ( الجيش الجنوبي بقيادة الأمير علي ومركزه رابخ والجيش الشمالي بقيادة الأمير فيصل ومركزه ينبع والجيش الشرقي بقيادة الأمير عبدالله ومركزه وادي العيص ) وكان الأمير زيد نائبا عن الأمور البرتوكولية .

*** تم تشكيل جيش من الحجازيين والعرب الفاريين من الجيش التركي بقيادة الأمير فيصل بن الحسين زاحفا إلى تبوك ثم الى منطقة ابي اللسن ثم القويرة ثم الى العقبة وحررها بالتعاون مع القبائل العربية ( الشريف ناصر بن علي والشيخ عوده أبو تايه ) وقاد معارك تحرير طاحنة في كل من معان والكرك وكان أشدها في الطفيلة ووادي موسى ثم توجه الى شرق الاردن والأزرق وحررها .

*** وثم وصل الى درعا وإنضمت إلية قوات القبائل العربيه ودخلوا دمشق في ( 30/9 – أيلول و 1/10 – تشرين الأول 1918م ) ولقد دخلها الأمير فيصل في (3/10 – تشرين الأول 1918م ) ولقد تمت الفتوحات وملاحقة الأتراك وصولا إلى ما وراء حلب شمال سوريه ( 1919م ) .

*** وبعد تحرير حلب توقف القتال بإبرام هدنة في ( 30/10 – تشرين الأول 1918م ) وأعلن الأمير فيصل تشكيل حكومة عربية في دمشق وبداية تاريخ وعهد بلاد الشام الجديد في (5/10 – تشرين أول 1918م ) .

*** وهكذا قاد الشريف حسين بن علي الثورة العربية الكبرى قرابة ( 3 سنوات منها 16 شهر على أرض الأردن) والتي حررت بلاد الحجاز وبلاد الشام والعراق من الدولة العثمانية وأنهى الحكم التركي الذي دام قرابة ( 400 عام ) ولقب بملك العرب .

*** تقسم مراحل العمليات الحربية خلال الثورة العربية إلى ثلاث مراحل : ( المرحلة الأولى من حزيران 1916م إلى تموز 1917م وتسمى حروب الحجاز – المرحلة الثانية من تموز 1917م إلى أيلول 1918م وتسمى حروب شرق الأردن – المرحلة الثالثة بين أيلول وتشرين أول 1918م وتعرف بحروب إستكمال تحرير شرق الأردن وسوريه ) .

*** ولقد طعنت بريطانيا بعقود الشريف حسين وحاولت إجباره على التخلي عن فلسطين مقابل ترأسه للدول العربيه المحرره إلا أنه رفض وضحى بعرشه من أجل المحافظة على الأراضى المقدسة .

*** مع إنتهاء الحكم في العهد العثماني ( 1919م ) إنتهت الإمبراطوريات وظهرت القوميات وصنف العالم على ذلك ( العرب و الأتراك ) .

*** إجتمع مجلس الحلفاء المنتصرين من الحرب العالمية الأولى في مؤتمر في المرفأ السياحي الإيطالي ( سان ريمو في - 25/5 - أيار/1920م ) وإعلان تقسيم بلاد الشام والعراق ووضعها تحت الأنتداب .

*** أعلنت قرارت مؤتمر سان ريمو يوم ( 5/5 - أيار/1920م ) على الشكل التالي ( وضع سوريه ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي ووضع الاردن وفلسطين والعراق تحت الإنتداب البريطاني ) وتفعيل وعد بلفور .

*** منجزات الثورة العربية الكبرى :

*** ( تحرير الأقطار العربية – إقامة أول دولة عربية في سوريه ومبايعة الملك فيصل – قيام إمارة شرق الأردن بقيادة الأمير عبدالله – تنمية الشعور القومي العربي – إعادة وحدة العرب الروحية – زوال الحكم العثماني ) .

*** إنعقد في حزيران 1919م المؤتمر السوري العام في دمشق ممثلا بالأقطار الشامية الأربعة وأقر في ( 8/3- آذار 1920م ) المناداة بفيصل ملكا على سوريا الكبرى وبعث الشريف الحسين إبنه الأمير فيصل إلى سورية ليقيم فيها دولة عربية هاشمية حديثة , ذلك الذي أثار سخط البريطانيين والفرنسيين , ونزل الفرنسيين إلى دمشق وقضوا على المملكة الناشئة في سوريا بمعركة ميسلون في ( 24/ 7 /1920م ) واحتلوها وأستشهد فيها القائد العربي السوري يوسف العظمة وإنتهى العهد الفيصلي في سوريا .

*** ولقد قام الشريف حسين بتلبية نداء الأردنيين وقام بإرسال الأمير عبدالله الى شرق الأردن لتأسيس الإمارة الاردنية.

*** إستفحلت ثورة العراقيين على البريطانيين ، فساعدوا الملك فيصل على تولي العرش ببغداد .

*** إن الثورة العربية الكبرى هي ثورة عربية إسلامية كما جاء في منشور الشريف حسين لأهل فلسطين قوله :
 ( نحن نحارب من أجل غايتين شريفتين – حفظ الدين و حرية العرب عامة ) .

******************************************************************************************
هل أعجبك الموضوع ؟

ضع تعليقا هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. نقل بدون تصريح ممنوع | حمدي الشابسوغ ©2013 جميع الحقوق محفوظة